عجزت وسائل الإعلام عن وصف ما يحدث من جرائم ترتكبها قوات الأسد مدعومة بروسيا وإيران في الغوطة بسورية. استنفدت كل الكلمات والعبارات، أشد الألفاظ استخدمت، حتى صدرت دعوات إعلامية إلى حاجة ضرورية لإنشاء كلمات جديدة تناسب ما يحدث فظاعة وحشية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، فمن «جريمة العصر» إلى «الإبادة الوحشية» وهو وصف لهيئة الأمم المتحدة نفسها، مروراً بـ «الجحيم»، لكن كل هذا لم يحرك شعرة في القوى الكبرى الموجودة قوات لها قرب المجازر… المباريات الدولية انحصرت في التصريحات ونحت العبارات.
والمجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن أو «مجلس الضباع» يشاهد ويجتمع، كما هي العادة مقيداً بفيتو الكبار ثم يصدر قرارات لا يلتزم بها.
الإبادة الوحشية في الغوطة استكمال لمسلسل التهجير القسري، الأرض المحروقة، إيران تستخدم روسيا بنجاح لتكمل ما بدأته، وليس كما يروّج في وسائل إعلام من أن روسيا وضعت إيران ومصالحها في آخر القائمة، ما يحدث هو بالفعل ما خططت له إيران ويصب في مصلحة نظامها الطائفي.
يتنافس بشار الأسد وبوتين وخامنئي على أداء دور هتلر العصر دون رادع أممي، بل أن في هذا التخاذل الدولي ضوء أخضر لاستكمال تفريغ سورية من سكانها العرب السنة، فمن لا يهاجر يقتل ويسحق وإيران بعيدة عن واجهة اللوم والسخط الإعلامية فالمسؤولية روسية بالدرجة الأولى، يتم هذا وسط تصريحات شديدة اللهجة من الولايات المتحدة لا تحرك حجرا في الميدان لكنها تقدم مسكنات للعرب.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط