ألا تتفق معي أننا نكثر من الكلام، وأن الاختصار لدى كثير منا صعب، بل وغير محمود، فكثرة الكلام تعني عند البعض احتلال مساحة أكبر واستحواذ أشمل على… الهواء، هذا في العام في اللقاءات والحوارات، وفي استخدام الجوال هناك هذر وقرّ ورغي كثير، وامتدت مساحته لتصبح جزءاً من وقت قيادة السيارة، يشعر السائق أنه «فاضي» وهو يقود السيارة، فتم استئناس الجوال بمثابة رفيق للطريق، لكن المشكلة أن المخ واحد وهو ينشغل بالهذر عن الطريق.
لم أرَ أكثر استهتاراً من سائق مركبة يستدير في تقاطع وهو يتحدث بالجوال، فالأخ يرى انه محترف و«فنان»، أشاهد مثل هذا كثيراً، وغير بعيد عنه من يدخل مسرعاً من شارع فرعي الى شارع رئيس ويده اليسرى معلقة بالجوال، وكأنه ملتصق بغراء، اليسرى هنا ستحجب عنه السيارات القادمة، على افتراض أنه مهتم بها.
بعد يوم سيبدأ جهاز المرور تحرير مخالفات استخدام الجوال أثناء القيادة، سواء أستخدم لمكالمة أم لاطلاع على رسائل ومقاطع… إلى آخر ما يفعل كثير من السائقين، وللأسف! لا تحتاج الحادثة المرورية سوى إلى لحظة لتقع، ولا يعلم متى تكون هذه اللحظة، فحتى وأنت في أقصى درجات اليقظة قد تبتلى بسائق أو أكثر من المستهترين ينحرف فجأة إلى مسارك.
أفضل حل لاستخدام الجوال هو التوقف، لكن بعضهم يتوقف وقوفاً خاطئاً ليصبح عقبة في الطريق، «وكأنك يابوزيد ما غزيت».
اهتم الناس بمخالفة استخدام الجوال أثناء القيادة أكثر من اهتمامهم بمخالفة عدم ربط الحزام، وكأن الغالبية تربط الحزام، وهذا طبعاً غير صحيح، لكن مخالفة استخدام الجوال جديدة عليهم. وفي هذا اليوم المروري المبارك لا يسعني إلا أن أبارك لجهاز المرور الدخل المرتفع المتوقع.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط