يما تستمتع الإدارة التنفيذية العليا في شركة الاتصالات السعودية بالوظيفة، تضع في الواجهة مجموعة من الموظفين والموظفات لتلقي بلاغات «العملاء» كحائط صدّ هدفه الرئيس إغلاق البلاغ حتى ولو لم يتم حل المشكلة. و «الوقت.. أموال منهمرة»، وربما هناك حوافز لهذه الشريحة من الموظفين والموظفات دفعت البعض منهم ومنهن إلى التحول لمستشارات تقنيات «جبريا» عبر الهاتف، فيقال للعميل «العزيز» المستهدف رضاه بالرسائل فقط «خلك جنب المودم» ثم يأتي العلاج الشهير اسحب الفيش أو إعادة التشغيل!
في أعلى السلم يتموضع أعضاء مجلس الإدارة بعض منهم موجود في أكثر من شركة ضخمة، ينتظرون خفض التكاليف وزيادة الأرباح، ثم يبرؤون الذمة في نهاية العام، ولا أعتقد أن عملاء كثر يوافقون على هذه البراءة، فلا يهتم إذا كان خفض الكلفة على حساب جودة الخدمة، وهي تحسب بالدقيقة والثانية، أما خدمة الفني فهي بالأيام وبعد ملاحقات لمنفذ اتصال صوتي أو «نتّي» وهذا يقترح عليك الآخر.
تستند الشركة من مجلس إدارتها إلى إدارتها التنفيذية على وضعها المهيمن على سوق الاتصالات في السعودية، سحابة أي عملية اتصال تمطر في خزينتها، والحقيقة أنني استغربت من هيئة التلفزيون عندما اختارت عبارة «غصب» للإعلان ولفت الانتباه، كان عليهم أن يقولوا سنصبح مثل الـstc، لا شك أنه طموح صعب للتلفزيون، لكن هيمنة شركة الاتصالات تذكر بهيمنة «غصب 1 وغصب 2» على البث التلفزيوني أيام زمان، وفي نموذج قطاع الاتصالات لا تشكل المنافسة من موبايلي وزين لشركة الاتصالات، إلا ما كانت تشكله أشرطة الفيديو ولعبة الأتاري منافسة لقناة «غصب 1».
لكن الاتصالات ليست كالتلفزيون فهذه الأخيرة يمكن الاستغناء عنها، إنما الاتصالات لم تعد مكالمات فقط، إذ أصبحت تمسك بأوكسجين الحياة والمواطن معلق بهذا الخيط حتى مع الأجهزة الحكومية والبنوك فضلا عن أسرته.
يحق لمجلس إدارة الشركة وإدارتها العليا أن يفاخرا بأنها – بحسب ما توصف – أفضل السيئين على افتراض أنه يوجد منافسين آخرين، لكنهم إلى المسايسة أقرب منهم للمنافسة، بِذرةُ «مراوحتهم» في مكانهم بُذرتْ منذ انطلاقهم أو إطلاقهم.
إن خفض التكاليف إذا جاء على حساب مستوى الخدمة لا يعني سوى سوء إدارة واستغلال للوضع المهيمن، و «استمتاع» بعدم قدرة المشترك على إيجاد خيار ولا «طماط» أو «كوسة» أفضل، وهو واقع يجب التعامل معه من قبل الحكومة جهة أعلى من وزارة أو هيئة، فهل تستطيع الشركة قائدة قطاع الاتصالات قيادة هذا القطاع للقيام بأعباء التغلب على معوقات الوصول إلى 2030 وهي في موقع الأقل سوءا بين سيئين لا يرجى منهم الكثير، بالطبع الجواب بـ «لا» طويلة طول ناطحة سحاب.